فی ساحة هارونیة، یوجد منارة سلجوقیة مزخرفة بشکل جمیل، والتی کانت تستخدم لأغراض متعددة، بما فی ذلک کونها منارة، وکان هناک بجانبها مسجد وربما أماکن عامة أخرى، والتی تم إضافة ملحقات جدیدة إلیها فی العصور اللاحقة، خاصة فی العصر الصفوی. تم بناء هذا المعلم باستخدام الطوب والطین والحجر ومواد أخرى متنوعة، وقد تم تزیینه بعدة طرق زخرفیة، خاصة فی الجدران والأسقف، ومن بین هذه الزخارف یمکن الإشارة إلى الفسیفساء، والتزیین بالمقرنصات، والربط، والرسم على الجدران، والجص، وترصیع الزجاج، وصناعة الخشب، والحدادة، والنحت، والطباعة، والفنون مثل الرسم والزخرفة والکتابة بالخط الجمیل. تم تزیین ساحة هارونیة بالفخار والفسیفساء والجص، مع نقوش حجریة على القواعد والأرضیة، وحوض حجری فی وسط البرکة، وغرف حول الساحة التی ترتبط من جهة بسوق أصفهان الکبیر ومن جهة أخرى بسوق هارونیة (أو "هالّاوِلات" باللهجة الأصفهانیة، ربما اختصار لـ "هارون ولایة")، وتُبنى الأبواب الکبیرة ببراعة. یشمل البناء أیضًا ساحة وممرات، وهی جزء لا یتجزأ من العدید من المبانی فی أصفهان، بالإضافة إلى غرفة الدخول والممر الذی یربط الساحة بالأروقة. یقع الجزء الرئیسی من البناء فی الجبهة الجنوبیة، وهو یشبه الأروقة القدیمة فی إیران فوق الضریح المغلف بالذهب، الذی یزینه العمل بالمیناکاری والنقش، والقبر الفخم مع قبة مغطاة بالفسیفساء الزرقاء. تم تزیین سقف القبة بنقوش زخرفیة على الجص الأبیض، والجدران مزخرفة بنحت الخطوط والزخارف المتنوعة، مع إطار وقاعدة مزخرفة بالفخار الأزرق اللازوردی. الأرضیة مغطاة بالحجر المرمر الجمیل. المدخل المؤدی إلى الحرم الرئیسی یقع بجانب مدخل الحرم، وتزین الأسقف برسوم جداریة مذهلة بأسلوب دینی یعود إلى أواخر العصر الصفوی، الذی تطور لاحقًا إلى أسلوب الرسم فی المقاهی.